-->

أرحنا بها يا «هلال»

أرحنا يا وزير الفلاحين باستقالتك.. ففيها رحمة لك، وشفقة بعقولنا.. وراحة لموظفي وزارتك.

أرحنا واسترح.. بادر بالتي هي أحسن، فربما كتب الله لك بها حسنة مضاعفة، يغفر لك بها مئات الذنوب والآثام التي أوقعك "إبليس اللعين" فيها، عبر رحلتك الوظيفية والسياسية.


اقرأ أيضا| بَلاها برلمان!


أرحنا باستقالتك.. فلم ندرس في مقرراتنا الدراسية أننا كُتب علينا الفساد وهو كُره لنا.. ولم يكتب على موظفي الزراعة، أن يُوصَموا على مرّ العقود بالفساد والإفساد.


بعد أن ضرب الفساد عُمق وزارتك.. واعترفت بأنه الابن غير الشرعي لوزارتك، وكما قلت سيادتك "إن الفساد بيلف يلف وينام في حضن الزراعة!".. وهو اعتراف يؤكد معرفتك بما يجري ويدور بالوزارة، فلم لا تتشجع وتَخرُج علينا باستقالة مكتوبة للسيد رئيس مجلس الوزراء؟


اقرأ أيضا| الفيل.. والوزير  

الفساد ليست كلمة تردد في تصريحاتك أنك تحاربها.. فقد صار ملازما لوزارتك.. فاحت رائحتُه من قلب مكتبك الشخصي.. وقع فيه أهل ثقتك.. ورجالك المخلصون.. فإن كنتَ تعلم بما يفعلون فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظمُ.


أيها الوزير، لو دام المنصب لغيرك ما أتاك.. واعلم أنك شئت أم أبيت شريكٌ أساسي في صناعة الفساد بوزارة الزراعة.. منذ أن كنتَ رئيسا لإدارة المحطات البحثية بمركز البحوث الزراعية.. ثم رئيسا لقطاع شئون مكتب الهيئات والشركات.. وأخيرا "البيه الوزير".


اقرأ أيضا| إكرام الميت جمع أشلاءه


ربما تتبرأ من واقعة أو أخرى.. ولكن بحكم منصبك فأنت المسئول السياسي الأول في وزارتك عن كل ما وقع وما سيقع.. وشريك فيه.

اختيارك لقيادات ليسوا على قدر المسئولية "فسادٌ".. عدم استردادك لحق الدولة من الأباطرة والفاسدين "فساد".. تصريحك بما لن تتمكن من فعله "فساد".. توزيع منتجات الوزارة على مناطق معارفك وأهل الدوائر الانتخابية "فساد".. تعاملك بمنطق الخيار والفاقوس بين موظفي وزارتك "فساد".. إهمالك للبحث العلمي الزراعي والقائمين عليه "فساد".. إهمالك للفلاحين الذين زعمتَ أنك وزيرهم "فساد".. تَرْكُك الفاسدين ليعيثوا في وزارتك فسادا ويتحدثوا باسمك، ويتغولوا على سلطاتك "فساد".. إهمالك لملف لحوم الغلابة وتركه لشلة من "المنتفعين والمرتشين"، "عينُ الفسادِ".. محاربتك لشباب الصحفيين؛ لأنهم يؤدون عملهم ويفتحون أمام عينيك ملفات ربما تخفى عليك "فساد".. ترددك في إصدار قراراتِ إقالةِ الفاسدين والمفسدين بكل مواقع العمل "فسادٌ".. ألا تكفيك كل هذه الوقائع لتلبي نداء جموع موظفيك.. "أرحنا باستقالتك يا هلال"!!


 - الأربعاء 2 سبتمبر 2015 (بوابة روزاليوسف)





التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

إبراهيم رمضان

2016