سيسجل التاريخ إتهاما جديدا يضاف للسجل الإجرامي لأي موظف قد يفكر في أن يمزح مع زملاءة أو ينتقد شخص رئيس الجمهورية أو ييطرأ علي ذهنه أن ينتقد جماعة الإخوان المسلمين ، علي أنها تهمة توجب معاقبة الموظف والخصم من مرتبة أو حتي فصله من العمل إذا إقتضي الأمر .
واقعة معاقبة الموظف محمود عمر بقطاع بنك التنمية والإئتمان الزراعي بالفيوم ، بالخصم 3 أيام من مرتبه بسبب التهكم علي رئاسة الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين لا يجب أن تمر مرور الكرام ، فهي تكشف عن أوجه لجريمة اقترفتها الشئون القانونية بهذا القطاع ورئيسه ، الوجه الأول هو أن هذه الواقعة تكشف إستمرار قيادات البنك في عملية منافقة النظام القائم أي كان هو ليبرالي أو إسلامي أو حتي يساري ، المهم هو أن يحافظ هؤلاء علي المنصب ولتذهب مصلحة البنك في ستين داهية وليظلم من يظلم طالما أن الحاكم والحكومة راضين عن أداء قيادات البنك ، من القادرين علي إخراس أي لسان قد يذكر الرئيس وجماعته بأي كلمة إنتقاد أو سوء .
اقرأ أيضا| الفساد في بنك الإئتمان الزراعي
كان من الممكن أن نتقبل مجازاة محمود بتهمة تعطيل العمل أو السب والقذف ولكن التهمة الجديدة التي أصر قطاع الفيوم ببنك الإئتمان الزراعي أن يدخل بها تاريخ النفاق من أوسع أبوابة ، لمجازاة موظف عبر عن رأيه وإنتقد جماعة الإخوان المسلمين ، والرئاسة ، يالها من تهمة تفتح الباب لتكميم الأفواه والعودة لعصر أمن الدولة الذي عانت منه أول ماعانت كل تيارات الإسلام السياسي " إخوان وجماعة إسلامية وسلفيين " وذاقوا ويلات مانقله بعض زملائهم " أتمني ألا يكرروا نفس السيناريو مع معارضيهم أو مع من يختلفون سياسيا معهم ، خاصة أن رصيدهم في الشارع لا يحتمل المزيد من مثل هذه المواقف التي تؤثر علي شعبيتهم .
وأتمني ن يتخذ الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء ومعه وزير الزراعة ورئيس بنك الإئتمان قرارا جريئا برفع الخصم عن هذا الموظف وإنهاء ندب السيد رئيس قطاع الفيوم خاصة أن معلوماتي أنه خرج علي المعاش ولكن السيد رئيس مجلس إدارة البنك قام بالمد له وتعيينه رئيسا لقطاع الفيوم ولا أعرف ماهو سبب هذا المد ولكن قد يكون لإعتباره أحد الكفاءات نادرة الوجود .
اقرأ أيضا| فساد بنك الإئتمان الزراعي " 3 "
الواقعة الثانية التي أود أن أتطرق لها في سلسلة وقائع الفساد في بنك التنمية والإئتمان الزراعي هي تلك الخاصة بغياب أحد الموظفين 150 يوما عن العمل وإعادته بقرار من الدكتور البطران بعد توسط أحد رؤساء القطاعات له بالبنك لأنه قريب له ، واللافت للنظر في تلك الواقعة أن هناك أكثر من موظف تغيبوا عن العمل وتم فصلهم ولكنهم لم يجدوا واسطة تعيدهم كذلك الرجل المحظوظ ذي الحسب والنسب في ذلك البنك المصون ....وإلي واقعة فساد جديدة نكشفها قريبا ربما يقرأ أو يسمع أحدا عنها فيحقق ويصوب المسار ويوقف إنهيار هذا الصرح المصرفي الهام .
الأحد - 30 ديسمبر 2012 - بوابة روزاليوسف
اقرأ أيضا| حرية
اقرأ أيضا| دماء الصحفيين في رقبة النقيب ورؤساء التحرير